Skip to main content

الكتاب المقدس: حوار الله مع البشرية

الكتاب المقدس هو نص مقدس لدى المسيحين، ويُقدَّس باعتباره كلام الله. يؤمن المسيحيون بأن مصدر الكتاب المقدس هو الله، مما يعني أنه على الرغم من أنه كتب من قبل كتّاب بشريين على مدار قرون عديدة وبثلاث لغات مختلفة هي العبرية، الآرامية، واليونانية القديمة، إلّا أن مصدره الأساس والوحيد هو الله نفسه، وأن كل أسفاره أو كتبه كتبت بوحي وتأييد من الروح القدس. هذا الإيمان يضفي على الكتاب المقدس سلطة وأهمية لا مثيل لهما في حياة المسيحيين. فهو ليس مجرد وثيقة تاريخية أو مجموعة من الكتابات القديمة، بل هو خطة الله لخلاص البشرية وهو تواصل حي وفاعل من الخالق إلى خليقته. أيضاً يعتبر الكتاب المقدس المعيار الرئيس للإيمان وممارسة الإيمان لدى المسيحيين، حيث يوجههم في معتقداتهم حول الله والأخلاق والطبيعة البشرية وغاية الحياة.

يتألف الكتاب المقدس من قسمين، العهد القديم والعهد الجديد.

 

العهد القديم

هو القسم الأول من الكتاب المقدس. ويتضمن كل النبوات الدالة على مجيء يسوع المسيح المخلّص. يتألف العهد القديم من 39 كتابًا أو سفراً قسمتها الكنيسة إلى أربعة أقسام (حسب التقسيم المسيحي للعهد القديم والمختلف عن التقسيم اليهودي) هي التوراة، وتشمل الأسفار الخمسة الأولى التي تنسب إلى موسى، أسفار التاريخ، أسفار الحكمة، وأسفار الأنبياء. في العهد القديم نقرأ تاريخ الشعب الإسرائيلي، بدءاً من الخلق في سفر التكوين حتى فترة ما قبل مجيء المسيح. يحتوي العهد القديم على قوانين وأحكام، مثل الوصايا العشر، بالإضافة إلى قصص الأنبياء مثل إبراهيم وموسى وداود. كما يضم كتبًا شعرية وكتب حكمة مثل المزامير والأمثال. يُعتبر العهد القديم أساسًا للتعاليم الدينية والأخلاقية في المسيحية، ويشكل الخلفية التاريخية والثقافية للعهد الجديد. يوجد قسم إضافي في العهد القديم يدعى الأسفار القانونية الثانية، وهي عبارة عن عدة أسفار تقرها وتعترف بقانونيتها كل من الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية. أما مجمل الطوائف اليهودية وجميع الكنائس البروتستانتية فلا تعترف بقانونية هذه المجموعة، ولكنهم يعترفون بالأهمية التاريخية لهذه الأسفار.

نور العالم