في بداية انجيله، كتب لنا يوحنا البشير عن يسوع قائلاً “كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيا إلى العالم.” (يوحنا ١: ٩). لاحقاً، أخبرنا يوحنا البشير “ثم كلمهم يسوع أيضا قائلا: أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة.” (يوحنا ٨: ١٢). أيضاً، أخبرنا متى البشير ناقلاً عن يسوع قوله “أنتم نور العالم. لا يمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل،” (متى ٥: ١٤). لقد أكّد لنا الانجيل أن هناك مصدراً وحيداً للنور وهو يسوع، وأن لا مصدر للنور سواه. وأنه هو الذي ينير قلب وعقل وروح كل إنسان، وأن بإمكان كل إنسان أن يكون انعكاساً لهذا النور. لقد بشّرنا الانجيل أننا إذا آمنّا بيسوع نوراً ومخلصاً لن نعيش في الظلام “أنا قد جئت نورا إلى العالم، حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة.” (يوحنا ١٢: ٤٦). وإننا إذا آمنا بالنور نصبح أبناءً للنور “ما دام لكم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور.” (يوحنا ١٢: ٣٦ أ).
ستحكي هذه المدونة عن يسوع نور العالم، والذي هو مصدر النور للعالم كله. ستحكي عن يسوع المسيح المخلص ابن الله، عن بشارته، أقواله، أفعاله، وعجائبه. ستحكي عن كنيسته. عن أولئك الذين قبلوا النور هدية سماوية، وصاروا انعكاساً لهذا النور. أولئك الذين فعلوا ويفعلون البرّ، الذين اتبعوا ويتبعون وصايا يسوع، والذين عملوا ويعملون الصالحات. ستحكي عن هؤلاء الذين أسماهم يسوع نور العالم، الذين أقبلوا إلى النور “وأما من يفعل الحق فيقبل إلى النور، لكي تظهر أعماله أنها بالله معمولة.” (يوحنا ٣: ٢١). الذين حققوا وصية يسوع فصاروا نوراً “فليضيء نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات.” (متى ٥: ١٦). هؤلاء المؤمنون الصادقون الذين تركوا ويتركون وراءهم أعمالًا صالحة تنعكس نورًا في ظلمة هذا العالم، والذين صاروا نماذج للإيمان الحي.
إن رسالتي في هذه المدونة ليست مجرد كلمات تُكتب، بل هي دعوة إلى التأمل في الحياة التي عاشها يسوع وفي البشارة التي أعطانا إياها. أود أن أُظهر كيف يمكن لإيماننا بيسوع أن يُحوّل حياتنا، وكيف يمكن للنور الذي أضاء به يسوع العالم أن يستمر في الإشعاع من خلالنا. أكتب لكي أشجع كل من يقرأ هذه المدونة على السعي ليكون انعكاسًا لهذا النور في حياته اليومية، وأن يرى الآخرون من خلال أفعاله الصالحة هذا النور.
في النهاية، أؤكد أنني لست هنا لأدّعي المثالية أو البرّ. أنا لا أدعي أنني من الأبرار، ولا أسعى إلى تقديم نفسي على أنني واحد منهم، بل أنا مثل أي شخص آخر، أسعى إلى فهم وتطبيق تعاليم يسوع في حياتي. إن هدفي من خلال هذه المدونة ليس التظاهر بالتقوى أو النقاء، بل هو ببساطة مشاركة رسالة يسوع المسيح بصفته نور العالم، النور الحقيقي الذي أتى ليضيء ظلمات هذا العالم. من هذا المنطلق، أكتب في هذه المدونة لكي أُبرز بشارته السارة التي تحمل الخير والخلاص لكل من يؤمن به. من خلال هذه المدونة، أطمح أن أشارككم في هذا الطريق، طريق الإيمان والرجاء والحب، وأن نكون معًا نورًا في هذا العالم.
نور العالم