قصة هذا الموقع بسيطة جداً والفكرة هي فكرة المرحوم الأب فادي صرّاف. في واحدة من حواراتنا خلال ربيع العام ٢٠٢٣ طرح الأب فادي فكرة هذه المدونة، ورد فعلي الفوري كان لماذا مثل هذه المدونة؟ جوابه كان من قسمين: الأول هو أن كمية ونوع المعلومات المتوافرة عندي عن الديانة المسيحية وعقائدها وتاريخها، والتي حصلت عليها من مطالعاتي كهاوٍ للتاريخ والأديان أو من خلال دراستي الأكاديمية أصبحت واسعة. وعليه فإنه من واجبي أن أشارك هذه المعلومات، أو قسم منها على الأقل، مع القارئ المهتم بمثل هذا النوع من المعلومات. أما القسم الثاني، وهو الأهم، هو أننا جميعاً كمسيحيين مدعوين لتنفيذ وصية يسوع المسيح التي سلمنا إياها قبل صعوده للسماء بأن نكون رسلاً له، حاملين وناقلين بشارته لجميع الناس.
اقتنعت بفكرة الأب فادي بشكل كامل، وخلال فترة بسيطة أنجزت خطة العمل. كيفية العمل على هذا المشروع كانت واضحة تماماً بالنسبة لي. اعتبرت نفسي مهندساً يريد بناء منزلٍ يستطيع فيه استقبال أصدقائه وضيوفه على مدار الساعة حيث الحوار وتبادل المعلومات والآراء مستمر بدون توقف. بدايةً، يجب بناء هذا المنزل بغرف متعددة وحسب مخطط بناء يناسب الهدف من المنزل ومن كلِّ غرفة فيه، وتزويده بالمفروشات والديكورات المتناسبة مع الغاية من بنائه. دوري كمنشئ لهذا الموقع هو بناؤه بشكل يسهل فيه استقبال الضيوف والتنقل ضمن غرفه المتعددة. أما دوري كمدير للموقع فهو تجهيز وفرش هذه الغرف بما يناسب كل غرفة منها، وبما يضمن تواجد ضيوفي وأصدقائي بشكل مستمر فيها.
مستعيناً ببعض الكتب ذات العناوين المشابهة لكتب تعلم الإنكليزية دون معلم أو تعلم الفرنسية خلال خمسة أيام، بدأت العمل على الموقع خلال صيف ٢٠٢٣ مع قناعة كاملة بقدرتي على انشاء وصنع وإدارة مدونة بسرعة قياسية. طبعاً، النتيجة كانت معروفة سلفاً. لم يتقدم المشروع ولا خطوة واحدة، وبقي مشروعاً على الورق مع اكتشافي مدى ضعف قدراتي التكنولوجية وأنني غير صالح فنياً لتصميم وإنشاء هذا الموقع.
مع حلول صيف العام ٢٠٢٤ كان واضحاً لي أنني ربما أكون قادراً على إدارة محتوى الموقع، أمّا بناء الموقع نفسه فهذا خارج إمكانياتي. هنا قررت الاستعانة بصديق. اتصلت بالصديقة ميس ضومط طالباً المساعدة ولم تتردد ميس ولا لحظة واحدة بتقديم كل خبراتها وامكاناتها، وخلال أقل من شهرين أصبح لدينا هذا الموقع الذي هو بين أيديكم اليوم.
المنزل أصبح جاهزاً لاستقبالكم والفضل يعود في ذلك للأب فادي صاحب الفكرة وللصديقة ميس التي حولت الفكرة إلى حقيقة، أما الباقي والمتعلق بإدارة محتوى الموقع فهو مسؤوليتي وواجبي وحدي. حالياً مفروشات كل غرفة في منزلنا قليلة ومتواضعة، ولكن رويداً رويداً سأقوم بفرش وتزيين كل غرفة فيه آملاً وعاملاً على أن يكون هذا الموقع منصة للتواصل معكم وأنا على قناعة مطلقة أن مشاركتكم وتعليقاتكم ورسائلكم ستزين منزلنا هذا وستكون المحتويات الأهم والأجمل والأثمن.
البيت مفتوح وجاهز لاستقبالكم وأهلاً وسهلاً بكم جميعاً